يُعد العرض والطلب من بين الديناميكيات الأساسية للاقتصاد والتمويل. وباعتباره أحد أهم المفاهيم الأساسية لفهم كيفية عمل الأسواق، فإن سعر أي سلعة أو خدمة في السوق يتشكل من خلال ميزان العرض والطلب. فهي لا تحدد أسعار السلع والخدمات فحسب، بل تؤثر أيضًا على كميات الإنتاج وحجم التجارة وحتى العلاقات الاقتصادية بين البلدان.
ويرتبط هذا التوازن ارتباطًا مباشرًا بمقدار طلب المشترين ومقدار عرض البائعين. عندما يزداد الطلب ويظل العرض ثابتًا، من المتوقع أن ترتفع الأسعار؛ وعلى العكس من ذلك، إذا زاد العرض بينما يظل الطلب ثابتًا، فقد تميل الأسعار إلى الانخفاض. تنطبق هذه المعادلة البسيطة بشكل عام على عمليات التداول أيضًا.
يشير العرض إلى كمية أصل معين متاح في السوق. يشير العرض المرتفع إلى أن هناك العديد من أوامر البيع عند مستوى سعر معين، مما يشير إلى أن الطلب القوي مطلوب لتجاوز هذا المستوى.
على سبيل المثال، في سوق الفوركس، يمكن أن يزيد المعروض من عملة معينة أو ينخفض حسب عوامل مختلفة مثل السياسات النقدية للبنك المركزي وأسعار الفائدة واحتياطيات النقد الأجنبي. قد يقوم البنك المركزي لبلد ما بزيادة المعروض من العملة عن طريق طباعة المزيد من النقود أو بيع احتياطيات النقد الأجنبي، مما قد يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة.
يقوم المتداولون بتحليل مستويات العرض لوضع تنبؤات حول اتجاه حركة سعر الأصل. على سبيل المثال، إذا لاحظ أحد المتداولين أن زوج العملات يقترب من مستوى مقاومة يتركز فيه العرض، فقد يرى المتداول أنه قد يكون من الصعب على الأسعار اختراق هذا المستوى وقد يتوقع تراجعًا محتملاً.
أما الطلب، من ناحية أخرى، فيشير إلى الرغبة والقوة الشرائية لشراء أصل ما عند مستوى سعري محدد في الأسواق المالية. ويُفسر ارتفاع الطلب على أنه عدد كبير من أوامر الشراء عند مستوى سعري معين.
على سبيل المثال، إذا لاحظ أحد المتداولين أن زوج عملات يقترب من مستوى دعم مع ارتفاع الطلب، فقد يقيّم المتداول إمكانية ارتداد الأسعار لأعلى من هذا المستوى.
تتشكل الأسعار في الأسواق من خلال التوازن بين العرض والطلب. عندما يتجاوز المعروض من أحد الأصول الطلب على الأصل، بمعنى أن هناك وفرة في الأصل في السوق بينما يظل الطلب منخفضًا، تميل الأسعار عمومًا إلى الانخفاض. ويرجع ذلك إلى أن البائعين قد يضطرون إلى خفض الأسعار لجذب المشترين بسبب عدم كفاية الطلب.
وعلى العكس من ذلك، عندما يتجاوز الطلب العرض، بمعنى أن هناك اهتمامًا كبيرًا بأصل معين ويكون العرض محدودًا، تميل الأسعار إلى الارتفاع. في هذا السيناريو، قد يكون المشترون على استعداد لدفع أسعار أعلى للحصول على الأصل المحدود.
في الأسواق الديناميكية مثل سوق الفوركس، يعتبر توازن العرض والطلب عاملاً حاسمًا لفهم تحركات الأسعار على المدى القصير. سياسات البنك المركزي، والبيانات الاقتصادية، والأحداث العالمية هي عوامل خارجية يمكن أن تؤثر على العرض والطلب، مما يؤدي إلى تغيرات مفاجئة في أسعار صرف العملات.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي العرض والطلب دورًا مهمًا في تحديد الاتجاهات العامة في الأسواق. على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي الزيادة القوية في الطلب إلى ارتفاع مستمر في قيمة الأصل، في حين أن ارتفاع العرض باستمرار يمكن أن يتسبب في انخفاض دائم في قيمة الأصل.
يمكن تلخيص العوامل الرئيسية التي تؤثر على العرض على النحو التالي:
العوامل التي تؤثر على الطلب هي كما يلي:
عندما يكون العرض أعلى من الطلب، تميل الأسعار في السوق عمومًا إلى الانخفاض. هذا الوضع يعني أن البائعين يجب أن يتنافسوا بقوة أكبر لبيع أصولهم لأن المعروض من الأصول في السوق يكفي لتلبية الطلب.
يجبر العرض الزائد البائعين على خفض الأسعار، حيث يستفيد المشترون من الفائض للتفاوض على عروض أقل، مستخدمين الضغط على البائعين الذين يتوقون إلى تصريف أصولهم.
في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي فائض العرض إلى انخفاضات مفاجئة وحادة في الأسواق. قد تؤدي مثل هذه السيناريوهات إلى زيادة ميل المستثمرين إلى الخروج من السوق، مما قد يؤدي إلى مزيد من الانخفاض في الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، في حالات ارتفاع العرض وانخفاض الطلب، يمكن أن تنخفض السيولة، مما يزيد من صعوبة تنفيذ الصفقات في السوق.
في السوق التي يزيد فيها العرض عن الطلب، غالبًا ما تميل الأسعار إلى الارتفاع. نظرًا لوجود المزيد من مقدمي العروض الذين يتنافسون على عدد أقل من الأصول، يضطر المشترون إلى تقديم عروض أكبر. ونتيجة لذلك، قد يتسبب ذلك في ارتفاع الأسعار بسرعة. تصبح هذه الارتفاعات في الأسعار أكثر وضوحًا، لا سيما عندما يكون العرض محدودًا والطلب مرتفعًا.
عادةً ما تتسبب حالات زيادة الطلب على العرض في ارتفاع قيم الأصول بسرعة، مما يغري المستثمرين بالشراء بأسعار أكبر. يمكن أن يؤدي ارتفاع الطلب وانخفاض العرض أيضًا إلى تحسين السيولة في السوق، مما يسهل تنفيذ الصفقات بشكل أسرع وأسهل.
مناطق العرض والطلب هي مستويات محددة تتفاعل فيها الأسعار عادةً. فمناطق العرض هي المستويات التي غالبًا ما تتوقف فيها الأسعار مؤقتًا أو تنعكس فيها الأسعار أثناء تحركها للأسفل من مستوى أعلى. وهي المناطق التي يمارس فيها البائعون ضغوطًا على السوق، مما يتسبب في انخفاض الأسعار. وتوجد بشكل عام بالقرب من مستويات المقاومة.
أما مناطق الطلب، من ناحية أخرى، فهي المستويات التي غالبًا ما تتوقف فيها الأسعار مؤقتًا أو تبدأ في الارتفاع أثناء تحركها لأعلى من مستوى أدنى. تقع هذه المناطق عادةً بالقرب من مستويات الدعم وتشير إلى المكان الذي يدخل فيه المشترون إلى السوق.
هل تحتاج إلى مزيد من المعلومات عن الدعم والمقاومة؟ يُرجى مراجعة المقالة ذات الصلة.
كيف تحدد مناطق العرض والطلب في الفوركس؟
لتحديد مناطق العرض والطلب، تحتاج أولاً إلى تحديد مستويات الأسعار التي حدثت فيها تفاعلات كبيرة في الماضي. فمناطق العرض هي المناطق التي توقف فيها السعر أو انعكس فيها السعر عند التحرك لأسفل من أعلى. أما مناطق الطلب، من ناحية أخرى، فهي المستويات التي يجد فيها السعر دعمًا ويبدأ في الارتفاع عند التحرك لأعلى من الأسفل. تظهر هذه المناطق عادةً على شكل قمم وقيعان بارزة على الرسم البياني.
متى يؤدي فائض العرض إلى انخفاض السعر؟
يؤدي العرض الزائد إلى انخفاض السعر عندما يكون الطلب على أصل معين منخفضًا بينما يكون العرض مرتفعًا. في مثل هذه الحالة، يجب على البائعين التنافس على بيع أصولهم، بينما يظل عدد المشترين محدودًا. يضطر البائعون إلى خفض أسعارهم لجذب المشترين، مما يؤدي إلى حركة هبوطية عامة في أسعار السوق.
كيف يتم استخدام تحليل العرض والطلب في استراتيجيات التداول؟
يشكل المتداولون استراتيجيات التداول الخاصة بهم عن طريق البيع في مناطق العرض والشراء في مناطق الطلب. يساعد تحليل العرض والطلب على التنبؤ بتحركات السوق المستقبلية ويسمح للمتداولين بإدارة مخاطرهم. ونظرًا لأن مناطق العرض والطلب تعتبر مستويات من المحتمل أن تتفاعل فيها الأسعار، فإنها تُستخدم أيضًا لتحديد نقاط وقف الخسارة وجني الأرباح.
كيف يتم تعطيل توازن العرض والطلب؟
يمكن أن يختل التوازن بين العرض والطلب بسبب التغيرات في ظروف السوق أو سياسات البنك المركزي أو البيانات الاقتصادية أو الأحداث الجيوسياسية أو معنويات السوق. على سبيل المثال، يمكن لعامل يزيد من العرض أن يتسبب في انخفاض الأسعار، حتى لو ظل الطلب ثابتًا. وبالمثل، يمكن أن تؤدي الزيادة المفاجئة في الطلب إلى ارتفاع الأسعار بسرعة إذا ظل العرض ثابتًا. يمكن أن تؤدي مثل هذه الاختلالات إلى تحركات حادة ومفاجئة في الأسعار في الأسواق.
كيف يتم رسم مناطق العرض والطلب؟
عادةً ما يتم رسم مناطق العرض والطلب عند المستويات التي أظهرت فيها الأسعار ردود فعل كبيرة. لتحديد منطقة العرض، فإنك تبحث عن منطقة بلغ فيها السعر ذروته ثم انخفض سريعًا. بالنسبة لمنطقة الطلب، تبحث عن المنطقة التي انخفض فيها السعر ثم أظهر ارتفاعًا قويًا. يتم تحديد هذه المناطق على الرسم البياني لمراقبة كيفية تفاعل الأسعار مع هذه المستويات في المستقبل.
كيف يتم تتبع الاتجاه مع تحليل العرض والطلب؟
لتحديد ما إذا كان الاتجاه سيستمر أو ينعكس، يجب الانتباه إلى مناطق العرض والطلب. على سبيل المثال، في الاتجاه الصعودي، على سبيل المثال، إذا تم اختبار مناطق الطلب باستمرار وصمدت، فهذا يشير إلى أن الاتجاه قوي. ومع ذلك، إذا تم اختبار مناطق العرض بشكل متكرر وتراجعت الأسعار من هذه المناطق، فقد يشير ذلك إلى أن الاتجاه يضعف وأن هناك انعكاس محتمل للاتجاه يقترب.
ما هي الأخطاء الأكثر شيوعًا في تحليل العرض والطلب؟
أحد أكثر الأخطاء شيوعًا في تفسير العرض والطلب هو تحديد هذه المناطق بشكل خاطئ. فالخلط بين تحركات الأسعار العشوائية ومناطق العرض أو الطلب يمكن أن يؤدي إلى إشارات مضللة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد فقط على العرض والطلب دون النظر في مؤشرات التحليل الفني الأخرى يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر.
تقيس نفقات الاستهلاك الشخصي إجمالي إنفاق المستهلكين على السلع والخدمات في الاقتصاد. شاركنا في مقالنا رؤى تفصيلية حول نفقات الاستهلاك الشخصي.
التفاصيلمؤشر متوسط الاتجاه هو مؤشر تحليل فني يستخدم لقياس قوة الاتجاه. في هذه المقالة، سوف نستكشف ما هو مؤشر ADX.
التفاصيلمؤشر أسعار المستهلك (CPI) هو مؤشر اقتصادي رئيسي يُستخدم لقياس التغيرات في أسعار السلع والخدمات بمرور الوقت. وهو يعكس متوسط تكلفة ”سلة“ نموذجية من السلع التي تستهلكها الأسر المعيشية.
التفاصيلثم انضم إلى قناتنا على تيليجرام واشترك في النشرة الإخبارية لإشارات التداول مجانًا!
انضم إلينا على تيليجرام!