تباين السياسة النقدية يؤجج تقلبات السوق (12.19.2024)

في الآونة الأخيرة، تسببت التباينات في السياسات النقدية بين البنوك المركزية الرئيسية وحالات عدم اليقين الاقتصادي في حدوث تقلبات في الأسواق المالية. وأدت إشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تخفيضات محدودة في أسعار الفائدة إلى تعزيز الدولار، مما أدى إلى الضغط على عملات مجموعة العشرة الأخرى والسلع. 

وتراجعت عملات مثل اليورو والين والجنيه الإسترليني، في حين ارتفع الذهب على خلفية انتعاش فني على الرغم من الخسائر السابقة. وواصلت الفضة اتجاهها الهبوطي بسبب ضعف الطلب الصناعي، والذي تفاقم بسبب الطاقة الإنتاجية الزائدة في الصين وسياسات التيسير النقدي. في أوروبا والمملكة المتحدة، يمثل التضخم المرتفع وتباطؤ النمو تحديًا للبنوك المركزية، في حين أن النمو القوي في الولايات المتحدة والطلب على الملاذ الآمن يعززان الذهب.

تباطؤ الاقتصاد، ومشاكل التضخم، وحالة عدم اليقين السياسي في منطقة اليورو 

انخفض اليورو إلى 1.0350 دولار، مقتربًا من أدنى مستوى شهده في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، متأثرًا بقوة الدولار في أعقاب التوقعات المتشددة للاحتياطي الفيدرالي لعام 2025. في حين خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أنه أشار إلى تخفيضات بمقدار 50 نقطة أساس فقط لعام 2025، أي نصف ما كان متوقعًا في سبتمبر/أيلول. وفي الوقت نفسه، قام البنك المركزي الأوروبي بالفعل بخفض أسعار الفائدة أربع مرات هذا العام ولا يزال حذرًا بشأن المزيد من التيسير، على الرغم من أن المحللين يشيرون إلى أن تخفيف السياسة النقدية قد يكون ضروريًا لدعم اقتصاد منطقة اليورو الهش. أشارت مؤشرات مديري المشتريات السريعة إلى انكماش أبطأ في نشاط القطاع الخاص، مع ضعف أداء ألمانيا وفرنسا. وارتفع التضخم بأقل من المتوقع إلى 2.2%، مخالفًا التقديرات الأولية التي بلغت 2.3%. وتؤثر حالة عدم اليقين السياسي أيضًا على اليورو، حيث خسرت المستشارة الألمانية التصويت على الثقة وتواجه الحكومة الفرنسية الجديدة تحديات، بما في ذلك تمرير ميزانية 2025.
ومن الناحية الفنية، سيكون مستوى المقاومة الأول هو مستوى 1.0400. في حالة اختراق هذا المستوى، ستكون المستويات التالية التي يجب مراقبتها هي 1.0460 و1.0520 بالتالي. وعلى الجانب السفلي، سيكون مستوى 1.0335 هو مستوى الدعم الأول. وسيكون المستويان 1.0230 و1.0200 هما المستويين التاليين اللذين يجب مراقبتهما إذا تم اختراق مستوى الدعم الأول.

الين يهبط لأدنى مستوياته في شهر واحد مع ثبات أسعار الفائدة لدى بنك اليابان

انخفض الين الياباني متجاوزًا 155 ين مقابل الدولار يوم الخميس، ليصل إلى أدنى مستوى له في شهر واحد بعد أن أبقى بنك اليابان على سعر الفائدة دون تغيير عند 0.25% كما كان متوقعًا على نطاق واسع. وينصب التركيز الآن على المؤتمر الصحفي الذي سيعقده محافظ البنك المركزي الياباني كازو أويدا بعد الاجتماع لمعرفة المزيد من المعلومات حول توقيت رفع أسعار الفائدة في المستقبل. قبل القرار، كانت التكهنات تتزايد بأن البنك المركزي الياباني قد يؤجل تشديد سياسته، حيث اختار صانعو السياسة أخذ المزيد من الوقت لتقييم البيانات الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، واجه الين ضغوطًا من ارتفاع الدولار الأمريكي، بعد أن قام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيض سعر الفائدة المتوقع على نطاق واسع بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، لكنه أشار إلى تخفيضات أقل في أسعار الفائدة في عام 2025. ويتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي الآن خفض أسعار الفائدة مرتين فقط في العام المقبل، بانخفاض عن التخفيضات الأربعة المتوقعة في سبتمبر/أيلول.
يبدو أن مستوى المقاومة الرئيسي هو 156.75، ومن المحتمل أن يستهدف الاختراق فوقه 158.30 و160.00. وعلى الجانب السفلي، يمثل مستوى الدعم الرئيسي الأول 153.90، يليه 152.70 و151.00 إذا تحرك السعر للأسفل.

الذهب ينتعش فوق مستوى 2,610 دولار وسط تشدد بنك الاحتياطي الفيدرالي ومراقبة البيانات

ارتفع الذهب فوق مستوى 2,610 دولار للأونصة يوم الخميس، ويرجع ذلك على الأرجح إلى انتعاش فني بعد أن فقد أكثر من 2% في الجلسة السابقة. وجاء هذا الانخفاض في أعقاب إشارة الاحتياطي الفيدرالي المتشددة إلى تخفيضات أقل في أسعار الفائدة العام المقبل، حيث تُظهر توقعات الرسم البياني النقطي تخفيضين فقط في أسعار الفائدة في عام 2025، مدعومًا بنمو قوي للناتج المحلي الإجمالي واستمرار التضخم. وقد أدت هذه التوقعات إلى الضغط على الطلب على الذهب، حيث أن التيسير النقدي المحدود يقلل من جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل السبائك. سيراقب المتداولون الآن عن كثب بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي القادمة وبيانات التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي هذا الأسبوع، والتي يمكن أن تزيد من تشكيل توقعات السياسة النقدية. ارتفع الذهب بأكثر من 27% هذا العام، متجهًا نحو تحقيق أكبر مكاسب سنوية له منذ عام 2010، مدفوعًا بالتيسير النقدي الأمريكي والطلب القوي على الملاذ الآمن ومشتريات البنوك المركزية القوية.
ومن الناحية الفنية، سيكون مستوى المقاومة الأول هو مستوى 2615. وفي حالة اختراق هذا المستوى، ستكون المستويات التالية التي يجب مراقبتها هي 2635 و2660 بالتالي. وعلى الجانب السفلي سيكون 2575 هو مستوى الدعم الأول. وسيكون 2530 و 2500 هما المستويان التاليان اللذان يجب مراقبتهما إذا تم اختراق مستوى الدعم الأول.

الجنيه الإسترليني يهبط لأدنى مستوى له في شهر واحد وسط إشارات الاحتياطي الفيدرالي المتشددة 

انخفض الجنيه الإسترليني إلى 1.26 دولار أمريكي، مختبرًا أدنى مستوياته في شهر واحد تقريبًا ومتتبعًا الضغوط التي تعرضت لها عملات مجموعة العشرة الأخرى حيث أدت الإشارات المتشددة من الاحتياطي الفيدرالي إلى ارتفاع حاد للدولار الأمريكي. وقد خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال بمقدار 25 نقطة أساس، كما كان متوقعًا، ولكنه توقع خفضين فقط في أسعار الفائدة العام المقبل ليؤكد على تزايد مخاوف أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بشأن التضخم. وبدوره، من المتوقع أن يُبقي بنك إنجلترا على سعر الفائدة دون تغيير ويواصل الاهتمام بالتضخم المرتفع محليًا. ارتفع معدل التضخم السنوي في المملكة المتحدة للشهر الثاني إلى 2.6% في نوفمبر كما كان متوقعًا. واستقر تضخم الخدمات عند 5%، وهو أقل من التوقعات عند 5.1% ولكنه أعلى من تقديرات بنك إنجلترا البالغة 4.9%. في وقت مبكر من الأسبوع، تجاوز نمو الأجور في المملكة المتحدة التوقعات.
وسيكون مستوى المقاومة الأول للزوج هو 1.2600. وفي حالة اختراق هذا المستوى، ستكون المستويات التالية التي يجب مراقبتها هي 1.2645 و1.2700. وعلى الجانب السفلي سيكون 1.2550 هو مستوى الدعم الأول. وسيكون المستويان 1.2500 و1.2460 هما المستويان التاليان اللذان يجب مراقبتهما إذا تم اختراق مستوى الدعم الأول.

سياسة الاحتياطي الفيدرالي ومشاكل الطاقة الشمسية في الصين تؤثر على أسعار الفضة

انخفضت الفضة إلى ما دون 29 دولارًا للأونصة في ديسمبر/كانون الأول، وهو أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر، تحت ضغط من الاحتياطي الفيدرالي المتشدد وتوقعات الطلب الصناعي الضعيفة. توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات أقل في أسعار الفائدة لعام 2025، مشيرًا إلى استمرار التضخم والمخاطر الناجمة عن السياسات المالية التوسعية في ظل إدارة ترامب القادمة. وأدت هذه التوقعات إلى تراجع الطلب على الفضة كمدخلات صناعية، مما تسبب في تراجع أداء المعدن في الربع الرابع من العام. في الصين، أدت الطاقة الإنتاجية الزائدة في صناعة الألواح الشمسية إلى انضمام الشركات إلى برنامج الانضباط الذاتي لتنظيم العرض، مما أدى إلى زيادة الحد من الطلب على الفضة. وجاء ضغط إضافي من احتمال انخفاض قيمة اليوان في ظل السياسة النقدية الصينية الأكثر مرونة، مما أدى إلى انخفاض أسعار الصادرات من أكبر مورد في العالم.
ومن الناحية الفنية، سيكون مستوى المقاومة الأول هو مستوى 29.85. وفي حالة اختراق هذا المستوى، ستكون المستويات التالية التي يجب مراقبتها هي 30.20 و30.70 بالتالي. وعلى الجانب السفلي سيكون 29.35 هو مستوى الدعم الأول. سيكون 29.00 و 28.50 هما المستويان التاليان اللذان يجب مراقبتهما إذا تم اختراق مستوى الدعم الأول.