افتح حساب

تراجع الطلب وتقلص الفائض التجاري في منطقة اليورو

انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة، مما يسلط الضوء على الضغوط التي تتعرض لها القوى الصناعية الأوروبية.

فائض التجارة في منطقة اليورو انخفض بشكل حاد في أغسطس 2025، حيث تراجع إلى 1.0 مليار يورو فقط من 3.0 مليارات يورو قبل عام، وهو ما يمثل انخفاضًا حادًا عن توقعات السوق البالغة 6.9 مليارات يورو. يُظهر هذا الأداء الأضعف كيف أن ضعف الطلب العالمي، واستمرار التوترات التجارية، وبطء النشاط الصناعي يؤثر سلبًا على اقتصادات المنطقة المعتمدة على الصادرات.

وتُظهر البيانات ضغوطًا خاصة على كبار المصدّرين مثل ألمانيا وهولندا، حيث يؤدي تباطؤ التجارة الدولية إلى تآكل أحد أهم محركات النمو في أوروبا.

العجز التجاري الأمريكي يتفاقم بشكل كبير

كان التدهور الحاد في فائض منطقة اليورو التجاري مع الولايات المتحدة من أبرز أسباب ضعف الأداء العام. فقد انخفض الفائض إلى 5.8 مليارات يورو من 14.2 مليار يورو قبل عام، بعد تراجع الصادرات بنسبة 22.3%.

وأشار مسؤولون إلى أن حالة عدم اليقين المستمرة بشأن الرسوم الجمركية وتحولات سلاسل التوريد العالمية كانت من العوامل المساهمة. كما يواجه المصدّرون الأوروبيون، خصوصًا في قطاعات الصناعة والتكنولوجيا، منافسة أشد من المنتجين الأمريكيين والآسيويين. أما الواردات من الولايات المتحدة فقد تراجعت بنسبة 0.6% فقط، مما يؤكد عمق التراجع القائم في الصادرات.

تراجع الصادرات في القطاعات والأسواق الرئيسية

انخفضت صادرات منطقة اليورو الإجمالية بنسبة 4.7% على أساس سنوي إلى 205.9 مليارات يورو، بقيادة تراجعات حادة في قطاع الكيماويات (-9.6%) والآلات والمركبات (-3.9%). وكان الضعف واسع النطاق في معظم الأسواق الرئيسية، حيث تراجعت الشحنات إلى الصين (-12.8%)، اليابان (-24.9%)، كوريا الجنوبية (-14.2%)، والهند (-9.8%).

كما انخفضت الصادرات إلى تركيا والبرازيل والمملكة المتحدة، مما يشير إلى تباطؤ شامل في الطلب الصناعي العالمي وتراجع القدرة التنافسية للسلع الأوروبية.

تراجع الواردات ولكن بوتيرة أبطأ

انخفضت الواردات بنسبة 3.8% إلى 204.9 مليارات يورو، مدعومة بانخفاض مشتريات الوقود وزيوت التشحيم (-16.9%) والمواد الخام (-9.7%). وساهم استقرار أسعار الطاقة وضعف الطلب المحلي في هذا التراجع، مع انخفاضات حادة في الواردات من النرويج والمملكة المتحدة والصين والهند.

التوقعات

رغم أن منطقة اليورو حافظت على فائض طفيف، إلا أن هذا الانكماش الحاد يبرز الضغوط المتزايدة على قطاعها الخارجي. ومع استمرار ضعف الطلب العالمي وغموض السياسات التجارية، يبدو أن محرك الصادرات الأوروبي، الذي كان في السابق مصدرًا رئيسيًا للنمو، يفقد زخمه. ويحذر الاقتصاديون من أنه ما لم تتحسن الظروف، فقد يستمر تآكل الميزان التجاري الأوروبي حتى نهاية العام.

كن عضوًا في مجتمعنا!

ثم انضم إلى قناتنا على تيليجرام واشترك في النشرة الإخبارية لإشارات التداول مجانًا!

انضم إلينا على تيليجرام!